نعم المسيح مازال حيا

نعم المسيح عليه السلام مازال حيا

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

ادّعى أحد القاديانيين أتباع ميرزا غلام أحمد القادياني الكذاب أن عيسى عليه السلام قد مات

وذلك لِيُمَهِّدَ هذا المدّعي الطريقَ أمام المخدوعين لتصديق فرية موت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وأن الميرزا القادياني الكذاب هو مسيح آخر الزمان المنتظر نزوله !

قبّح الله قولتَه وشنّع الله فعلتَه ، فإنهم سوس ينخر في عظام الأمة الإسلامية

اعتمد القادياني في فريته تلك على ما رواه البخاري معلقا عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{ مُتَوَفِّيكَ } مُمِيتُكَ

قال الأحمدي القادياني:

“وفي البخاري قال ابن عباس متوفيك مميتك (الجزء الثالث كتاب التفسير: تفسير سورة المائدة).”

وأقول أن هذا الكلام غير مُعْتَدٍّ به لعدة أمور:

أولا: هذا القول لم يثبت عن بن عباس رضي الله عنهما

فقد ذكره البخاري معلقا ولم يذكر له سندا ومن المعلوم أن المعلّقات ليست على شرط البخاري كما هو حال الأحاديث المسندة .

وهذا الأثر وصله بن حجر العسقلاني في تغليق التعليق ج4 ص206 فقال: ” وَقَالَ ابْن عَبَّاس متوفيك مميتك قَالَ ابْن أبي حَاتِم ثَنَا أبي ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا مُعَاوِيَة عَن عَلّي عَن ابْن عَبَّاس بِهَذَا “.

وقال بدر الدين العيني في عمدة القاري ج18 ص215: ” ثمَّ إِن تَعْلِيق ابْن عَبَّاس هَذَا رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه: حَدثنَا أَبُو صَالح حَدثنَا مُعَاوِيَة عَن عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس” .

وعلي بن أبي طلحة روايته عن بن عباس مرسلة والمرسل من أقسام الضعيف .

قال صلاح الدين العلائي في جامع التحصيل في أحكام المراسيل ص240:

542 – علي بن أبي طلحة: قال دحيم لم يسمع التفسير من بن عباس

وقال أبو حاتم علي بن أبي طلحة عن بن عباس مرسل إنما يروي عن مجاهد والقاسم بن محمد

وذكر شيخنا المزي في التهذيب أنه روى عن كعب بن مالك وأن ذلك أيضا مرسل

وقال بن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب ص698:

“علي بن أبي طلحة سالم مولى بني العباس سكن حمص أرسل عن بن عباس ولم يره من السادسة صدوق قد يخطىء مات سنة ثلاث وأربعين”.

إذا فعليّ بن أبي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس بل لم يره أصلا وروايته عن ابن عباس مرسلة ضعيفة

كما قال مسلم في مقدمة صحيحه “والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة”.

ثانيا: هذا القول المنسوب لابن عباس يحتمل أيضا معنيين:

· إما الوفاة الصغرى وهي: النوم .

· وإما الوفاة الكبرى وهي: الموت .

وهذان المعنيان لكلمة الوفاة وَرَدَ ذِكرُهما في كتاب الله عز وجل

(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر)(42)

فكل الأنفس يتوفاها الله سواء التي نامت أو التي ماتت وكلاهما يُطلق عليه لفظ الوفاة

فهاتان وفاتان في كتاب الله وفاة صغرى وهي النوم ووفاة كبرى وهي الموت

فكيف جزم القادياني أنه يعني القول الثاني وهو الموت دون دليل واضح صريح ؟ !

ثالثا: هناك من الدلائل ما يعارض هذا المعنى الذي جزم به القادياني

فعلى سبيل المثال أقرّ القرآن الكريم حقيقةً لا خلاف عليها وهي أن من مات لا يعود ثانية إلى الحياة الدنيا

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ. كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}(المؤمنون)(100-101)

فلو أن عيسى عليه السلام مات بالفعل وفاضت روحه إلى بارئها فكيف سيعود في آخر الزمان مرة ثانية قبل قيام الساعة ؟

والقرآن الكريم قال عن عيسى بن مريم عليه السلام أن نزوله من علامات الساعة

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (الزخرف)(61)

والأحاديث التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيها نزول المسيح عيسى بن مريم ذَكَرَ فيها عيسى بن مريم بالاسم.!

فكيف جعل القاديانيون المزورون هذه الأحاديث وغيرها منطبقة على غلامهم الكذاب مدّعي النبوة ؟

وهذه هي الأحاديث:

· عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ }

رواه البخاري حديث رقم 2222

· عن جابر بن عبدالله يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول { لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة }

رواه مسلم حديث رقم 247-( 156 )

· عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

{ الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ: دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطٌ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ، حَتَّى تَهْلِكَ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلُ كُلُّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ…}

رواه أحمد في مسنده برقم 9632

فلو كان المسيح عليه السلام قد مات فكيف سيعود وينزل آخر الزمان ؟

رابعا: قول القادياني بموت المسيح مشابهة بغيضة لقول النصارى

أقول ان قول القاديانية بموت المسيح عليه السلام فيه مشابهة لقول النصارى ومخالفة صريحة لكتاب الله عز وجل القائل:

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (النساء)(157،158)

فماذا نقول فيمن يُصدق قول النصارى ويُكذب قول الخالق الباريء جلّ وعلا ؟

فهل توهم المدّعي الكذاب هذه الفكرة الباطلة أم أنه تعمد تزوير الحقيقة ؟

وأختم بأن غلام القادياني الكذاب مدعي النبوة ينطبق عليه قوله تعالى:

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)(الأنعام)(o 93 o)

تعليق واحد

  1. BISMI LAHE OUASSALATOU 3ALA SAIDINA MOHAMED OUA 3ALA ALIHE AMINE
    JE M ADRESSE A NOTRE CHER AMI ABOU OMAR EN LUI ADRESSANT UN GRAND REMERCIEMENT DE CE QUE A RVELE DE BONTE ET DE VERACITE SUR L ISLAM ET SUR NOTRE PROPHETE ET SUR LE CORAN CONTRE CE QU A DIT ABOU JAHLE DE L ERE DU 20 IEME SIECLE.MAIS JE REMARQUE QUE ABOU OMAR NE FAIT PLUS DE DOUROUSSES SUR CE QUE DIT L ENEMI DE DIEU ET LE PROPHETE ZIKO BOTROS SUR LA CHAINE TV AL FADY.POURQUOI MON FRERE TU NE FAIT PLUS DE REPONSE A CE MERCENAIRE.ET JE ME DEMANDE POURQUOI LE MONDE MUSULMAN NE FAIT RIEN CONTRE CE DIABLE ET AUSI SON AMI JAAFAR.EST CE QU IL N Y A PAS UN BRAVE HOMME MUSULMAN QUI FAIT UNE FIN A CETTE TRAGEDIE QUE NOUS VOYONS CHAQUE JOUR SUR TV AL FADY.EST CE QU IL N Y A PAS QUELQU UN COMME KHALID IBN EL OUALID.A LA FIN ON PRIE ENSEMBLE A CE QUE DIEU FAIT PREUVE DE DONNER UNE LECON A CE SALAUPARD DE BOTROS ET AUSSI SON AMI EN ENFER JAAFAR. ET MERCI MON FRERE ABOU OMAR HAYAKA LAHE.

اترك رداً على HABRIإلغاء الرد