مفتي الجمهورية أم مفتي العُراة !!

مفتي الجمهورية أم مفتي العُراة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

قال الله سبحانه وتعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية)(23)

قال الإمام بن كثير:

العُراة } أي: إنما يأتمر بهواه، فمهما رآه حسنا فعله، ومهما رآه قبيحا تركه

وعن مالك فيما روي عنه من التفسير: لا يهوى شيئا إلا عبده.

وقوله: { وأضله الله على علم } يحتمل قولين:

أحدها وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك. والآخر: وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه، وقيام الحجة عليه. والثاني يستلزم الأول، ولا ينعكس.

{ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } أي: فلا يسمع ما ينفعه، ولا يعي شيئا يهتدي به، ولا يرى حجة يستضيء بها؛ ولهذا قال:

{ فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون }

تذكرت هذه الآية الكريمة حينما سمعت مقطعا على اليوتيوب بالصوت والصورة لمفتي الجمهورية “علي جمعة” في حوار مع خيري رمضان

على قناة سي بي سي وكانا يتحدثان عن السياحة وحكمها

فأباح المفتي كلَ السياحة بكل ما فيها من محرمات وزنا وخمر ودعارة ولواط وسِحاق !!

ولم يستثنِ الرجلُ شيئا على الإطلاق من السياحة فأباحها كلَها

والله المستعان

ومما جعل الدماء تغلي في عروقي حتى وصلت رأسي أن المفتي يستدل على جواز كل هذا بالسُّنّة النبوية الشريفة المطهرة

وأفزعني ما سمعت واقشعر جلدي منه

تخيلوا أن المفتي استدل على جواز العُري في السياحة أن المشركين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يطوفون البيت عراةً !!

وهل فعل المشركين أصبح سُنَّةً لنا يا مفتي الجمهورية ؟؟؟؟

روى البخاري في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَهُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَوْمَ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ لا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

بل لقد عنون البخاري رحمه الله لهذا الحديث بعنوان بَابُ لا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَلا يَحُجُّ مُشْرِكٌ

وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: “هذا إبطال لما كانت الجاهلية عليه من الطواف بالبيت عراة“

شرح مسلم للنووي ج9 ص116 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت

فهل نترك سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ونأخذ فعل المشركين الذي نهى الرسول عنه ؟؟

ما هذا الضلال المبين وما هذا التحريف المُتعمَد لشرع الله تعالى ؟

وهل كان المشركون في طوافهم هذا يزنون ويفعلون فعل قوم لوط يا فضيلة المفتي ؟

والذي يزيد الأمر غرابة وعجبا وقُبحا أن المفتي قال قبل إجابته هذه أنه سيعطي للمسلم الأصول التي يمكن أن يفكر فيها المسلم وهو مطمئن أنه يفعل الشيء الصحيح

ثم شبه المفتي طواف المشركين بمكة بنادي العراة الذي تم إنشاؤه في أمريكا !!

وهل طواف المشركين كان فيه الزنا والدعارة التي تمارس في نادي العراة في أمريكا يا فضيلة المفتي ؟؟

ألا فليحذر كلُ مسلم من قول الله تعالى

(قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا) (مريم)(75)

وأختم بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم

رواه بن ماجة وغيرُه مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بسند صحيح، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ،وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.

http://www.youtube.com/watch?v=klc_5pVBCE8

ملحوظة: الألفاظ في الفيديو ليست من تصرفي

كتبه

أبو عمر الباحث

الرابع من صفر 1433

الموافق 29-12-2011

اترك ردّاً