فرية قتل عصماء بنت مروان

قناة مكافح الشبهات . أبو عمر الباحث

نسف أكاذيب النصارى حول أخلاق الرسول الكريم

صلى الله عليه وسلم

فرية قتل عصماء بنت مروان

لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد:

هذه سلسلة ردود علمية على شبهات النصارى حول رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالوا كيف تُسَمُّونَ نبيَكم رسولَ الرحمة وكتبُ السُّنَّةِ عندَكم تقول أنه قتل عصماء بنت مروان ؟!!

واستدلوا بما رواه الواقدي في المغازي قال:

{ حَدّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنّ عَصْمَاءَ بِنْتَ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ زَيْدٍ ، كَانَتْ تَحْتَ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيّ ، وَكَانَتْ تُؤْذِي النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَعِيبُ الْإِسْلَامَ ، وَتُحَرّضُ عَلَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَتْ شِعْرًا:..قَالَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيّ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ أميّـــة الخطمىّ حين بلغه قولها وَتَحْرِيضُهَا: اللهُمّ ، إنّ لَك عَلَيّ نَذْرًا لَئِنْ رَدَدْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْمَدِينَةِ لَأَقْتُلَنّهَا – وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِبَدْرٍ – فَلَمَّـا رَجَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم من بدر جَاءَهَا عُمَيْرُ بْنُ عَدِيّ فِي جَوْفِ اللّيْلِ حَتّى دَخَلَ عَلَيْهَا فِي بَيْتِهَا ، وَحَوْلَهَا نَفَرٌ مِنْ وَلَدِهَا نِيَامٌ ، مِنْهُمْ مَنْ تُرْضِعُهُ فِي صَدْرِهَا ، فَجَسّهَا بِيَدِهِ ، فَوَجَدَ الصّبِيّ تُرْضِعُهُ فَنَحّاهُ عَنْهَا ، ثُمّ وَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا ، ثُمّ خَرَجَ حَتّى صَلّى الصّبْحَ مَعَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ. فَلَمّا انْصَرَفَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إلَى عُمَيْرٍ فَقَالَ: أَقَتَلْت بِنْتَ مَرْوَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله. وخشي عمير أن يكون فتات عَلَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهَا فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ ، فَإِنّ أَوّلَ مَا سَمِعْت هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ }.(1)

وللرد على هذا الافتراء أقول:

 أولا: الرواية غير صحيحة:

ففي سندها راوٍ متروكُ الحديثِ واتهمه العلماء بالكذبِ.

والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحا حتى تنطبق عليه شروط خمس وهي:

  • اتصال السند.
  • عدالة الرواة.
  • ضبط الرواة.
  • انتفاء الشذوذ.
  • انتفاء العلة.

 قال أبو عمرو بن الصلاح :{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الّذِي يَتّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذّاً ، وَلا مُعَلّلاً}. (2)

علل الرواية:

العلة الأولى: محمد بن عمر الواقدي مؤلف الكتاب متهم بالكذب.

قال الإمام الذهبي:

محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي .

· قال أحمد بن حنبل: هو كذاب يقلب الأحاديث يلقى حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا.

· وقال ابن معين: ليس بثقة .

· وقال مرة: لا يُكتب حديثُه .

· وقال البخاري وأبو حاتم: متروك .

· وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث.(3)

العلة الثانية: الحارث بن فضيل الخطمي حديثه مرسل.

الحارث بن فضيل الخطمي وهو أبو عبد الله ، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركه ولم يره.

ويكفينا أنْ نجدَ في السندِ محمدَ بنَ عمرَ الواقديَ لنحكمَ على السند فوراً أنه موضوع.

ومن طريق الواقدي رواه القضاعي .

فقال القُضَاعِيّ في مُسنده:

858 – أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التُّسْتَرِيُّ ، وَذُو النُّونِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، نا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أنا الْوَاقِدِيُّ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ فَضْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: كَانَتْ عَصْمَاءُ بِنْتُ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَكَانَ زَوْجُهَا يَزِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيُّ ، وَكَانَتْ تُحَرِّضُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَتُؤْذِيهِمْ ، وَتَقُولُ الشِّعْرَ ، فَجَعَلَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ نَذْرًا أَنَّهُ لَئِنْ رَدَّ اللَّهُ رَسُولَهُ سَالِمًا مِنْ بَدْرٍ لَيَقْتُلَنَّهَا ، قَالَ: فَعَدَا عَلَيْهَا عُمَيْرٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَتَلَهَا ، ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَصَفَّحُهُمْ إِذَا قَامَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ ، فَقَالَ لِعُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ: «قَتَلْتَ عَصْمَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ عَلَيَّ فِي قَتْلِهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» ، فَهِيَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (4)

وهذه الرواية أشد ضعفا وكذبا من سابقتها

وأضف إلى العلل السابقة في إسناد الواقدي هذه العلة:

العلة : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التُّسْتَرِيُّ وَذُو النُّونِ بْنُ مُحَمَّدٍ مجهولان لا يُعرفان.

ورواية المجهول عندنا غير مقبولة.

قال أبو عمرو بن الصلاح: الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ مِنْ حَيْثُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ جَمِيعًا ، وَرِوَايَتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ .(5)

قال ابْنُ كَثِيرٍ:فَأَمّا الْمُبْهَمُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ ، أَوْ من سُمِّيَ وَلَمْ تُعْرَفْ عَيْنُهُ فهذا ممن لا يَقْبَلُ رِوَايَتَهُ أَحَدٌ عَلِمْنَاهُ. (6)

فكل هذه العلل تمنعنا من قبول هذه الرواية ، ولذا فقد حكم العلماء عليها بالوضع والكذب

إسناد آخر للرواية:

قال القُضَاعِي في مُسنده:

أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ السَّاكِنُ ، كَانَ بِبِلْبِيسَ إِجَازَةً ، نا أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: هَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، وَقَالَ: «مَنْ لِي بِهَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا: أَنَا لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَانَتْ تَمَّارَةٌ تَبِيعُ التَّمْرَ ، قَالَ: فَأَتَاهَا ، فَقَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكِ تَـمْـرٌ ؟ فَقَالَتْ نَعَمْ ، فَأَرَتْهُ تـَمْــرًا، فَقَالَ أَرَدْتُ أَجْوَدَ مِنْ هَذَا ، قَالَ: فَدَخَلَتِ التُّرْبَةَ ، قَالَ: فَدَخَلَ خَلْفَهَا ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَلَمْ يَرَ إِلَّا خِوَانًا ، قَالَ: فَعَلَا بِهِ رَأْسَهَا حَتَّى دَمَغَهَا بِهِ ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَفَيْتُكَهَا ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ » ، فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. (7)

قلت هذا إسناد ساقط تالف فيه على الأقل أربع علل:

العلة الأولى: محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي.

قال الذهبي في الميزان:

· قال البخاري: منكر الحديث.

· وقال ابن عدي: هو وَضَعَ حديثَ الهريسة.

· وقال الدارقطني: كذَّاب.

· وقال ابن معين: كذَّابٌ خبيثٌ. (8)

العلة الثانية: محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي.

وهذا الراوي متروك الحديث واتّهَمَهُ العلماءُ بالكذب.

قال ابن حجر العسقلاني:

محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي:منكر الحديث. (9)

ومعلوم أنَّ المحدثَ إذا وصف الراويَ بأنه منكرُ الحديثِ فهذا الوصف من أشد صِيَغِ التضعيف.

العلة الثالثة: مجالد بن سعيد .

وهذا الراوي ضعيف عند علماء الحديث .

قال الذهبي في ميزان الاعتدال:

· قال ابن معين: وغيره لا يحتج به.

· وقال أحمد: يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس ليس بشيء.

· وقال النسائي: ليس بالقوي وذكر الأشج أنه شيعي.

· وقال الدارقطني: ضعيف.

· وقال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه وكان ابن مهدي لا يروي عنه. (10)

العلة الرابعة: الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرّقِّيّ.

وهو مجهول لا يُعرف حاله عند المحدثين

وقد سبق أن بيّنّا حكم رواية المجهول من قبل وأثبتنا أنها غيرُ مقبولة.

ثانيا: كتب أخرى تذكر الرواية:

وقد روى قريباً من هذه الروايات بعضُ أصحابِ الكتبِ المُسندة.

فقد رواها علي الحربي في الفوائد المنتقاة. (11)

ورواها بن عساكر في تاريخ مدينة دمشق. (12)

كما رواها الخطيب البغدادي في تاريخ مدينة السلام. (13)

ورواها ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة. (14)

ولكن كل هذه الروايات من طريقين فقط إما من طريق الواقدي وهو متهم بالكذب، وإما من طريق اللَّخْمِي وهو أيضا كذاب كما أوضحنا سابقا.

ثالثا: تضعيف المحققين للرواية:

قام عدد من الـمـُحَقِّقِـين بالتنبيه على ضعف الرواية بسبب العلل المذكورة أعلاه:

قال ابن طاهر الـمَقْدِسِيُّ: وهذا لم يروه عن مجالد غير محمد هذا، وهذا مما يُتَّهَمُ به محمد أنه وضعه. (15)

قال ابن الـجَوْزِيّ: قال ابن عدي: هذا مما يُتَّهَمُ محمد بن الحجاج بوضعه. (16)

قال الشيخ الألبانيّ: موضوع. (17)

رابعا: كتب ذكرت القصة بلا إسناد:

مِنْ عجيب ما نراه في زماننا هذا أنَّ كل الـمُنَصِّرِين تقريبًا بسبب جهلهم الرهيب بالعلوم الإسلامية يتركون الكُتُبَ الـمُسْنَدةَ التي يذكر فيها مُؤلفوها أسانيدَ ما يَرْوُونَهُ – بِغَضِّ النظر عن صحتها وضعفها الآن – من روايات ، ثم يذهب هؤلاء الجُهَّالُ ليستدلوا بالكتب التي لم تذكرْ إِسنادًا للقصة أصلا !!

فتجد أحدهم مثلا يريد الطعن بجهل في القرآن الكريم فيستدل برواية مثلا رواها ابن أبي داود في كتابه المصاحف ولكن المُنَصِّر لا يأتي بالرواية من كتاب المصاحف الذي يروي الرواية بسند بغض النظر عن صحته وضعفه الآن ، ويذهب هذا المُنَصِّر الفاشل ليأتي بالرواية مثلا من كتاب الدر المنثور أو كتاب الإتقان للسيوطي معلناً بذلك عن فقره العِلْمِيِّ الشديد بالعلوم الإسلامية.

وفي هذه الشبهة استدل القمص زكريا بطرس على قصة قتل عصماء بنت مروان من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد الذي يذكرها بلا إسناد أصلا تَارِكاً الكتبَ الأخرى الـمُسْنَدة التي تذكر القصة!

قلت: ما أقبح الجهل !

ومن عَجَبٍ أن يخرج علينا القمص زكريا بطرس ليستدلَ بالرواية من كتابٍ لم يذكر للقصة سنداً أصلاً ، وهو كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد ، فابن سعد ذكر هذه القصة هكذا بلا إسناد !

رغم أنه ادَّعى قبل ذلك أنه دارس لعلم الحديث ودارس لكل شيء . !

وإليك بعض الكتب التي تذكر قصة قتل عصماء بنت مروان بلا إسناد أصلا ومع ذلك يستدل بها المُنَصِّرُون !

  • الطبقات الكبرى للإمام ابن سعد. (18)
  • السيرة النبوية للإمام ابن هشام.(19)
  • المنتظم في تاريخ الملوك والأمم للإمام ابن الجوزي.(20)
  • عيون الأثر للإمام ابن سيد الناس.(21)
  • البداية والنهاية للإمام ابن كثير.(22)
  • الإصابة في تمييز الصحابة للإمام ابن حجر العسقلاني.(23)
  • سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للإمام الصالحي.(24)
  • كنز العمال للمتقي الهندي.(25)

خامسا: الرد على استدلال بعض العلماء بالقصة:

من المهازل العلمية والسخافات العقلية التي تقع من الـمُنَصِّرِين قولهم أن هذا الرواية صحيحة لأن شيخَ الإسلامِ ابن تيمية وغيرَه من أهل العلم ذكروا القصة في معرض حديثهم عن حكم شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم !

والجواب على هذا الإشكال سهل ميسور بإذن الله !

فابن تيمية لم يُصَحِّح الرواية ولم يقل إنها صحيحة ، وإنما جَرَتْ عادةُ أهلِ العِلْمِ أنهم إذا تكلموا في مسألة أنهم يُورِدُونَ كُلَّ ما رُوِيَ من آثار فيها وكل ما قيل فيها من أقوال لأهل العلم .

وهذا ما درج عليه العلماء منذ بَدَأَ التصنيف في الفقه وأدلته وأصوله.

ولم يقل واحد من العلماء إنَّ مجرد ذِكْرِ عالِـم ما لرواية ما يجعلنا نقطع بصحتها .!

وإنما العمل عند العلماء في التصحيح والتضعيف يكون تبعاً لقواعد علوم الحديث .

سادسا: الروايات متناقضة:

هذه الروايات متناقضة متضاربة مما يدل على كذل القصة ووهنها فرواية تقول أن عمير بن عدي قتلها من نفسه والأخرى تقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي قال “من لي بها” ؟

ورواية تقول إنه دخل عليها وهي نائمة تُرضع طفلَها ثم قتلها.

ورواية أخرى تقول أن عُمَيرًا أتاها وهي مستيقظة فسألها عن التمر وطلب منها تمرا أجود فلما دخلت ذهب ورائها فقتلها.

وتناقض آخر فالأولى صَرّحَتْ أن عُمَيْرَ بنَ عدي كان أعمى ضريرَ البصر .

والثانية تقول إنه قَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكِ تَـمْـرٌ ؟ فَقَالَتْ نَعَمْ ، فَأَرَتْهُ تـَمْــرًا، فَقَالَ أَرَدْتُ أَجْوَدَ مِنْ هَذَا ، قَالَ: فَدَخَلَتِ التُّرْبَةَ ، قَالَ: فَدَخَلَ خَلْفَهَا ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا .

فكيف نظر يمينا وشمالا وهو أعمى لا يرى ؟!!

هل العقلاء يصدقون هذا التخريف ؟!

سابعا: على فرض صحة الرواية:

أقول على فرض صحة الرواية بأن الرسول قتلها ؛ فليس فيها ما يُعاب و ليس فيها ما يقدح في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها هذه المرأة في حكم الـمُحَارِبَة بل هي إمامٌ مِنْ أَئِمَةِ الكفر.

قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمـَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمـَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) سورة التوبة 12.

فَكُلُّ مَنْ يطعن في ديننا ويشتم ربَنا عزَّ وجلَّ ويسبُّ نبينا صلى الله عليه وسلم فهو إمام من أئمة الكفر محارب للإسلام .

والـمُحَارِبُ حُكْمُه أنْ نُحاربه حتى ينتهي عن الطعن في ديننا.

وَعِرْضُ نبينا صلى الله عليه وسلم وَعِرْضُ إخوانه من الأنبياء والمرسلين ليس كلأً مباحاً تلوكه الألسنة العفنة القذرة .

بل أعْراضُهُم مَنِيْعَــة مَصُونَة ، كَفَلَ الإسلامُ صِيانتها وحِمايتها عن قول كل أفَّاكٍ أثيم .

فإذا كان شاتمُ النبي مسلمًا فقد ارتدَّ عن الإسلام بهذا الفعل الإجرامي.

وإذا كان ذِمِّيًا أو مُعَاهَدًا فهو ناقض للعهد مستحق للعقوبة. ويحكم بذلك القاضي المسلم المتمرس.

وعلى فرض صحة الرواية فأنا أتساءل : لماذا ينظر هؤلاء المفترون إلى فعل الصحابي عمير ، ولم ينظروا إلى تحريض المرأة على المسلمين وسَبِّها للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم .

أقول كذلك على فرض صحة هذه الرواية التي ذكرها الواقدي ؛ ففيها معجزةٌ ظاهرةٌ بَـيّنةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فمن أين عَلِمَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ أن عُمَيْرَ بنَ عَدِيّ قد قتلها ؟!

فرواية الواقدي تقول إنَّ عُمَيْرًا ذَهَبَ مِن تلقاء نفسه فقتلها ، ثم سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك دون أن يخبره عمير !.

فمن الذي أخبرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم بذلك ؟!

وهل مدعي النبوة سيعرف شيئًا غيبيًّا دون غيره من الناس ؟!

ثامناً: السُّنة الصحيحة في رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لقد نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه عن قتل النساء والصبيان حتى في حالة الحرب !

إلا أن تكون المرأة محاربة فيكون في هذه الحالة حكمها حكم المحارب أيضا ويجوز قتلها، وكذلك الصبي المحارب.

فقد رَوَى البخاريُّ في صحيحِه وغيرُه:

{عن عَبْدَ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ}.(26)

قال النووي:

[ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى الْعَمَلِ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَتَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوا، فَإِنْ قَاتَلُوا ؛ قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ يُقْتَلُونَ ].(27)

قال ابنُ بَطَّال:

[ وَلَا يَجُوزُ عند جميع العلماء قَصْدُ قَتْلِ نِسَاءِ الحَربيين ولا أطفالهم ؛ لأنهم ليسوا مِمَّنْ قَاتَلَ فى الغالب وقال تعالى : ( وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ الّذِيْنَ يُقَاتِلُونَــــكُم ].(28)

وعليه أقول: فمن الذي عَلَّمَ البشريةَ كُلَّهَا هذا التسامح وهذه الرحمةَ العظيمة بِالنِّسَاء ؟!

وهل يوجد في كتب اليهود النصارى مثالا على الرحمة كهذا المثال ؟!

وقد روى أبو داود في سننه:

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا ». وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ « مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ ». قُلْنَا نَحْنُ. قَالَ « إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِى أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ »}.(29)

فَصَلِّ اللهمَّ وسلمْ وباركْ على نهرِ الرحمة وينبوعِ الحنان فداه أبي وأمي صلى الله عليه وآله وسلم.

ما هذه الرحمة العجيبة التي جعلها الله في قلب هذا الرسول الكريم !!

حتى النمل كان له نصيب من رحمته !!

فهل بعد هذه الرحمة التي تنساب متدفقة من بين ثنايا شفتيه الشريفتين الكريمتين يُتَّهّمُ هذا الرحيمُ الرءوف الرفيقُ الـحَنُونُ بهذه التهم الفارغة ؟

قليل من العقل والإنصاف يا سادة !!

تاسعاً: من فمك أُدينك

ألم تنظروا إلى ما في كتبكم يا قوم ؟ ألم تروا حجم المصائب والكوارث والجرائم الإنسانية التي اقترفها معبودكم في حق البشرية حسب ما جاء في كتابكم ؟

يقول كاتب سفر يشوع فصل رقم 8:

18فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِكَ نَحْوَ عَايٍ لأَنِّي بِيَدِكَ أَدْفَعُهَا». فَمَدَّ يَشُوعُ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ. 19فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ, وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا, وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 20فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايٍ إِلَى وَرَائِهِمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا دُخَانُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَكَانٌ لِلْهَرَبِ هُنَا أَوْ هُنَاكَ. وَالشَّعْبُ الْهَارِبُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ انْقَلَبَ عَلَى الطَّارِدِ. 21وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ الْمَدِينَةَ, وَأَنَّ دُخَانَ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ, انْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. 22وَهَؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ, فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ, هَؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولَئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ. 23وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيّاً وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ , وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.

كتابهم يقول أن ربهم أمر بحرق مدينة كاملة !!

مدينة كاملة برجالها ونسائها وأطفالها وبهائمها وطيورها وزرعها أحرقها هذا الإله الإرهابي المجرم البغيض !!

يا إلهي !!

رحمتك يا إله العالمين !

كم صرخة امرأة احتبست في حلق صاحبتها قبل أن يبقر رجال الرب بطنها ويستخرجوا أمعائها ؟ وكم طفل ذرف الدموع قبل أن ينقض عليه المؤمنون باسم الربّ ويقتلعوا رأسه من مكانها ثم يمزقوه إلى أشلاء ؟

كم من عجوز رأت بعينها رجال الرب يهدمون بيتها ويذبحون أولادها وأحفادها قبل أن يقطّع رجال الرب أوصالَها حامدين الربَّ صائحين: هاللويا هاللويا ؟

ألم تتحركْ مشاعرُ هذا الإله المزعوم الباطل تجاه صرخات المعذبين وآهات المساكين ؟

لماذا لم يرحم ضعفَهم ويوقفْ هذه المجازرَ الجماعية ضدهم ؟

ثم فجأة بعد كل هذه الجرائم المهولة في حق الجنس البشري يخرج علينا النصارى زاعمين أن الرب تاب من أفعاله الشريرة واستيقظ ضميره النائم وقرر أن يرجع عن وحشيته ويُحِبَ البشرية من جديد فيقتل ابنه الوحيد على الصليب ليكفر خطايا البشر !

كان الواجب على هذا الإله المزعوم أن يقتل نفسه كفارة عما اقترفه هو في حق البشرية.

ولعله قتل ابنه الوحيد لأن ابنه كان شريكاً معه في هذه الجرائم والمذابح الدموية .

والسخف كل السخف حينما تقرأ تبرير علمائهم لهذه الجرائم التي لم يسبقهم أحد إلى فعلها .

فتقول دائرة المعارف الكتابية:

[ الحرب المقدسة : يمكن تبرير ما حدث فى المعارك المدونة بالسفر ، من إبادة وتدمير ، بأنها كانت حرباً مقدسة ].(30)

وتقول الموسوعة الأرثوذكسية لتفسير العهد القديم:

[ وقد قَصَدَ اللهُ قتلَ سكانِ أريحا من أجل شرورهم ، وكذلك البهائم وكل الحيوانات لأنها اسْتُخْدِمَتْ كذبائح للأوثان أو عبدوا بعضها ، أي أن الله أراد أن يزيل الشر وكل ما يتصل به ويدقق شعبه في الابتعاد عن كل ما يرتبط بالشر ..].(31)

هل هذا هو التبرير المنطقي لهذه المخازي الدموية والجرائم الإنسانية والقتل والدمار والخراب ؟!!

ثم يهاجمون النبيَّ العظيمَ الذي علّم البشرية الرحمة والرأفة والشفقة صلى الله عليه وسلم ويتهمونه بالإرهاب بحديث ساقط الإسناد، متضارب المتن !!

فعلى حساباتكم أن من قتل امرأة واحدة تعدونه إرهابياً

فماذا تقولون فيمن قتل ودمر وأحرق وأخرب مدينة كاملة ؟ ماذا ستسمونه يا نصارى ؟

والله إننا نخشى عليكم من قول الله تعالى:

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } سورة الصف آية 7.

مراجع البحـث:

 (1)المغازي لمحمد بن عمر الواقدي ج3 ص172 ، ط عالم الكتب – بيروت . ت: مارسن جونس.

 (2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ودار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر.

 (3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي  ج6 ص273 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

 (4) مُسند الشهاب للقُضَاعِي ج2 ص48 ، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.

 (5) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص111 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ودار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر.

 (6) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للإمام ابن كثير ص92 ، تأليف أحمد شاكر، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

 (7) مُسند الشهاب للقُضَاعِي ج2 ص47 ، ص48 ، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.

 (8) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي ج6 ص101 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

 (9) تقريب التهذيب للإمام بن حجر العسقلاني ، ص402 ، ط الرسالة – بيروت ، ت: عادل مرشد.

(10) ميزان الاعتدال للإمام الذهبي ج6 ص23 ط دار الكتب العلمية ت: علي محمد معوض وعادل عبد الموجود .

(11) الفوائد المنتقاة للحربي ص268 ح50 ، ط دار الوطن – الرياض، ت:تيسير بن سعد أبو حيمد .

(12) تاريخ مدينة دمشق للإمام ابن عساكر ج51 ص224 ط دار الفكر – بيروت ، ت: محب الدين العمروي .

(13) تاريخ مدينة السلام للإمام الخطيب البغدادي ج15 ص118ط دار الغرب الإسلامي ت: بشار عواد معروف

(14) غوامض الأسماء المبهمة للإمام ابن بشكوال  في ج2 ص530 وما بعدها ، ط دار الأندلس الخضراء – جدة  ، ت: محمود مغراوي.

(15) ذخيرة الحفاظ لأبي محمد المقدسي ج5 ص2577 ط دار الدعوة بالهند ودار السلف بالرياض ، ت: عبد الرحمن الفريوائي.

(16) العلل المتناهية للإمام أبي الفرج ابن الجوزي  ج1 ص180 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت ، ت: الشيخ خليل الـمَيس.

(17) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ ناصر الدين الألباني ج13 ص33 ، ط مكتبة المعارف – الرياض.

(18) الطبقات الكبرى للإمام ابن سعد ج2 ص25 ، ط مكتبة الخانجي – القاهرة ، ت: د/علي محمد عمر.

(19) السيرة النبوية للإمام ابن هشام ج4 ص490 ، ط دار الحديث – القاهرة ، ت: جمال ثابت ، محمد محمود ، سيد إبراهيم.

(20) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم للإمام ابن الجوزي ج4 ص262 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

(21) عيون الأثر للإمام ابن سيد الناس ج1 ص441 ، ط دار التراث بالمدينة  المنورة ، دار ابن كثير بدمشق.

(22) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج8 ص20 ، ط دار هجر – ، ت: د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.

(23) الإصابة في تمييز الصحابة للإمام ابن حجر العسقلاني  م3 ج5 ص34 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

(24) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للإمام الصالحي ج6 ص21 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

(25) كنز العمال للمتقي الهندي ج13 ص429 ، ط مؤسسة الرسالة – بيروت ، ت: بكري حَيّاني ، صفوت السقا.

(26)  صحيح البُخاري للإمام محمد بن إسماعيل البُخاري ص742 ح3014 ، ط دار بن كثير – بيروت.

(27) صحيح الإمام مسلم بشرح الإمام النووي ج12 ص73 ، ط مؤسسة قرطبة – القاهرة.

(28) شرح صحيح البخاري للإمام ابن بطّال ج5 ص170 ، ط دار الرشد – الرياض  ، ت: ياسر ابن إبراهيم.

(29) سنن أبي داود للإمام أبي داود السجستاني ج4 ص309 ، ط دار الرسالة العالمية ، ت: الشيخ شعيب الأرناؤوط.

(30) دائرة المعارف الكتابية ج8 ص276 ، ط دار الثقافة ، تأليف نخبة من علماء اللاهوت.

(31) الموسوعة الأرثوذكسية لتفسير العهد القديم  ج4 ص49 ، كنيسة مار مرقص القبطية بمصر الجديدة ، إعداد كهنة وخدام الكنيسة.

الرد على هذه الشبهة فيديو

[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=Ammsc5F8rog]

تمت بحمد الله

كتبه أبو عمر الباحث

غفر الله له ولوالديه

9 تعليقات

  1. القمص زكريا لم نسمع يوما منه سب او لعن الاسلام ابدا
    الثمص رجل ملتزم بتعاليم دينه المسيحي المحبه المهذبه للروح والعقل والتي تدعوا لغفة اللسان الرجل مجرد باحث هو قاري للكتب الاسلامي لقمص زكريا صاعق عقول المتخلفين وان لم تصدق فاستمع الى شيوخك في الازهر ماذ يقولون عنه
    الشيخ جمال قطب القمص زكريا ما يقوله صح لان كل ما يقوله موجود في كتبنا الاسلاميه وعليه قرروا الشيوخ لالغاء وعدما لاعتراف ب 650 من الاحاديث
    والاستاذ المصري عبد الفتاح عساكر يقول وعلى الفضائيات اتحدى كل شيوخ المسلمين ان يردوا على القمص زكريا لان ما يقوله موجود في كتبنا فلماذا تتكلم على القمص وتتهمه تكلم على شيوخك واحرق كتبك كما حرق عثمان المصاحف اليس ما اقوله صحيح

    • أبوك زكريا دائما يسب ويلعن في الإسلام وفي النبي صلى الله عليه وسلم.
      والفيديوهات على اليوتيوب موجودة ومنتشرة, اذهب وشاهدها.
      زكريا بطرس ليس ملتزما بالمسيحية ولا يحزنون.
      بدليل أنه كأرثوذكسي يؤمن أن المسيح بعد تالتجسد له طبيعة واحدة, والأرثوذكسية تكفر من يقول أن للمسيح طبيعتين بعد التجسد.
      ومع ذلك نجد زكريا بطرس حينما سألوه كيف يكون للمسيح طبيعة واحدة ويأكل ويشرب ويدخل الحمام بهذه الطبيعة فقال أن للمسيح طبيعتين طبيعة إنسانية وطبيعة لاهوتية.
      زكريا بطرس حرف كتابكم على الهواء مباشرة, وللأسف لم يعترض منكم أحد !
      ادعى هذا الشخص أن كلمة { العَلَقَة } سرقها القرآن الكريم من كتاب من العهد القديم.
      فقالوا له وأين في العهد القديم كلمة علقة ؟؟
      فقال موجودة في ترجمة عندي أنا فقط
      http://www.youtube.com/watch?v=be2OtmJLA6U

      شاهد بعينيك إحدى فضائح زكريا بطرس
      https://www.youtube.com/watch?v=uyEzNg2bFxM
      ومازلت الفضائح تتوالى على رأس هذا الكذاب !

    • أتمنى أن تعطيني أسئلة حقيقية لأجيب عليها أما قولك أن فلان يفعل كذا وفلان يفعل كذا دون أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فهذا مرفوض.
      فإذا كان عندك نقاش علمي حقيقي فأهلا وسهلا ومرحبا.
      وإذا كنتَ ممن يضيعون أوقات الناس فلا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا.
      ثم أرجو أن يكون النقاش بعيدا عن الشخصنة والنفسنة
      ولست أدري هل شاهدت ردي على كلامك الآخر أم لا !
      أهلا وسهلا بك ،،

  2. صار جاوب على اسئلتي
    1. اثبت ان محمد مرسل من عند الله
    2. اثبت ان الاسلام هو دين من عند الله
    3. اثبت ان القران هو كلام الله
    4. اثبت ان اله محمد هو نفسه الله الخالق
    5. محمد ابن من

    • إثبات أن الإسلام العظيم هو دين من عند الله.

      بلا شك إذا أثبتنا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم نكون بذلك قد أثبتنا صحة الدين الذي دعى إليه هذا النبي العظيم الكريم. وكذلك نكون قد أثبتنا أن القرآن الكريم كتاب من عند الله تبارك وتعالى. وأثبتنا أن الله عز وجل في الإسلام العظيم هو الخالق جلَّ جلاله.
      وقد أثبتنا نبوته عليه الصلاة والسلام بحديث عدي بن حاتم السابق من صحيح البخاري.
      ولكننا نضع بعض الأدلة السريعة:
      الإسلام العظيم هو الدين الوحيد الذي ينزه الله سبحانه وتعالى عن النقائص التي تحاول كتب اليهود والنصارى أن تلصقها به.
      فتجد النصارى يقولون أن الله هو المسيح بن مريم, فيرد القرآن الكريم عليهم ويقول: لقد كفر الذي قالوا إن الله هو المسيح بن مريم }.
      النصارى يقولون أن الله ثالث ثلاثة, فيرد القرآن الكريم ويقول: { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة }.
      النصارى يقولون أن المسيح ابن الله, فيرد القرآن الكريم ويقول: { وقالت النصارى المسيح بن الله, ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل, قاتلهم الله أنَّى يؤفكون }.
      قالت اليهود أن يد الله مغلولة, فيرد القرآن الكريم ويقول: { غُلت أيديهم ولُعنوا بما قالوا, بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء }.
      تجد في سفر التكوين أن الرب استراح بعد خلق السموات والأرض !!
      فيرد القرآن الكريم ويقول: { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مَسَّنا من لغوب }.

      وهكذا وهكذا ،،،،،،
      ثم الإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء ليبرأ الأنبياء والرسل من الكفر والضلال الذي نسبه كتاب اليهود والنصارى إليهم.
      فتجد القرآن الكريم يعظم الأنبياء وهذا فيه أمثلة كثيرة جدا.
      تجد كتاب اليهود والنصارى يقول أن البشر يُولدون كالحمير والجحوش !!
      (الفانديك)(أيوب)(Jb-11-12)(اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان).
      فيأتي القرآن الكريم فيقول: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }. (الإسراء 70 ). إلخ ،،،،،،
      فيكفي الإسلام فضلا وشرفا أن ينزه الله وأنبياءه عن هذه الرذائل والقبائح.
      ثم الإسلام نظام إلهي بديع مبهر ينظم لجميع البشر علاقاتهم مع بعضهم البعض.لا تجد فيه ثغرة واحدة.
      أما دين اليهود والنصارى فدين فاشل في تنظيم حياة الناس.
      وهذا يكفي لمن أراد الحق.

    • وأما بخصوص السؤال الأخير.
      فقد اتفق كل العقلاء من كل الأديان والملل والمذاهب أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
      روى البخاري في صحيحه في كتاب بدء الوحي عن ابن عباس رضي الله عنهما حديث هرقل لما سأل أبا سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟ فقال له أبو سفيان: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ ، فقال له هرقل: فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا }. صحيح البخاري حديث رقم7.

      روى البخاري في صحيحه من حديث جُبير بن حَيَّة حينما سأله كسرى عنهم وقال له ما أنتم ؟
      فقال جبير: نَدَبَنَا عُمَرُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ وَخَرَجَ عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَقَامَ تَرْجُمَانٌ فَقَالَ لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ سَلْ عَمَّا شِئْتَ قَالَ مَا أَنْتُمْ قَالَ نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ وَبَلَاءٍ شَدِيدٍ نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى مِنْ الْجُوعِ وَنَلْبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرَضِينَ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ }.
      صحيح البخاري حديث رقم 3159.

      روى أحمد في مسنده من حديث أم سلمة أن النجاشي لما سأل
      جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن دعوة الإسلام قال له جعفر:
      { فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، ” فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ “، قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ، فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا …}.
      مسند أحمد ط الرسالة (3/ 266)
      هل تريد المزيد يا نصراني ؟

اترك ردّاً